Ambassador عضو مبدع
الابراج : عدد المساهمات : 231 تاريخ التسجيل : 25/01/2010 العمر : 34
| موضوع: قصة سيدنا آدم ... عليه السلام الإثنين فبراير 08, 2010 10:34 am | |
| آدم عليه السلام ...
خلق الله الارض فى يومين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها ارزاق اهلها ومعايشتهم وما يصلحهم فى أربعة ايام ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض : أئتيا طوعا او كرها ؟ قالتا : أئتيا طائعين ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى ثم خلق ملائكته الذين يسبحون بحمده ويقدسونه ويخلصون له فى عبادته ثم شاءت إرادته واقتضت حكمته ان يخلق آدم وذريته ليسكنوا فى الارض ويعمروها فأخبر الله ملائكته انه سوف ينشىء خلقا آخر يسعون فى الارض ونتنشر نسلهم فيها فيأكلون من نباتها ويستخرجون الخيرات من باطنها ويخلف بعضهم بعضا فيها والملائكة خلق اصطفاهم الله لعبادته ووفقهم فى رضاه وهداهم الي طاعته فساءهم ان يخلق الله خلقا غيرهم وخافوا ان يكون ذلك تقصير وقع منهم او لمخالفة كانت من احدهم فأسرعوا فى تبرئة انفسهم وقالوا : كيف تخلق غيرنا ونحن دائما نسبح بحمدك ونقدس اسمك وان هؤلاء الذين تجعلهم خليفة لك فى الارض لابد ان يختلفوا على ما فيها من منافع ويتجاذبوا ما بها من خيرات فيفسدوا فيها ويسفكوا الدماء ويزهقوا ارواح بريئة "" أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "" ؟ وقالوا ذلك حتى يزيلوا عنهم شبهة التقصير فى طاعة ربهم وامتد رجائهم لله ان يستخلفهم فى الارض لانهم احق بذلك ولم يكن طلبهم هذا شك فى حكمة الله ولا انكار لذريته لانهم عباده المقربون وهم بأمره يعملون اجابهم الله بما اطمئنت له قلوبهم فقال : "" انى اعلم ما لا تعلمون "" ، واعرف من حكمه استخلافه ما لا تعلمون فسأخلق ما اشاء واستخلف من اريد وسترون بعض ما خفى عنكم "" فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "" خلق الله آدم من صلصال من حمأ مسنون والحمأ هو الطين الاسود والمسنون المصور ثم نفخ فيه من روحه فسرت فيه نسمة الحياة واصبح بشرا سويا ثم امر الله الملائكة ان يسجدوا لآدم قأستجابوا لربهم خاضعين واقبلوا على آدم معظمين وعفروا جبابهم له ساجدين الا ابليس : فقد خالف أمر ربه واختار معصيته ورفض واستكبر وكان من الكافرين سأل الله إبليس عن سبب امتناعه عن تنفيذ ما أمره به فقال : "" مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين "" ؟ فزعم انه خيرا من آدم عنصرا وازكى منه واعتقد ان لا احد مثله فى علو قدره ولا احد يصل الى مكانته العالية وقال : أنا خير منه ، خلقتنى من نار وخلقته من طين وعصى واستكبر عن أمر ربه ورفض ان يسجد لآدم واصبح من الكافرين فعاقبه الله على عصيانه ومخالفته وناداه قائلا له : "" فأخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة الى يوم الدين "" والرجيم هو الملعون المبعد والمطرود سأل ابليس ربه ان يمهله الى يوم الدين وان يمد له فى الحياة حتى يوم يبعثون فأجاب الله عليه وقال : "" فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم "" . ولما استجاب الله لطلبه وحقق له رغبته لم يشكر لله فضله بل قابل نعمته بالكفران وفضله بالجحود والنكران وقال : "" فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم "" مترصدا لاغوائهم ومحاولا اضلالهم "" ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "" . طرد الله ابليس من رحمته وقال له : امض لسبيلك الذي اخترته وسر فى طريق الشر الذي أردته ، واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك اى صياحك و رجالك وشاركهم فى الأموال والأولاد واوعدهم بالوعود الكاذبة فلن أخلى بينك وبين من صحت عقيدته وقويت عزيمته من عبادى المخلصين ولن أجعل لك عليهم سلطانا فقلوبهم عنك مغلقه وآذانهم لا تسمعك أما من اضل واستطعت اغوائه فحسابك عليه عسير وجزاؤك على ما تفعله عظيم ، لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين فسجدوا الملائكة لآدم وللتوضيح سجود الملائكة كان تنفيذا لامر الله وليس سجود عباده فسجدوا الملائكة لآدم واعترفوا بفضله وأقروا بأنه خير منهم مقاما وأقرب منهم الى الله مكانا وانهم كانوا يعتقدون انهم اكثر منه علما وفهما لذلك اتاة الله من علمه وافاض عليه من نوره وعلمه أسماء الكائنات كلها ثم عرض الكائنات على الملائكة فقال : "" أنبئونى بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين "" ليظهر عجزهم ويأكد لهم قصور علمهم وليعلموا ان حكمة الله قد اقتضت أن يكون آدم أولى بذلك واجدر وان خلافته أحق الا تنكر دهشوا لما ووجهوا به : ولم يجدوا شيئا يقولوله وأرادوا الرجوع الى سابق علمهم فلم يجدوا جوابا ولا ردا فأقروا بعجزهم واعترفوا بقصور علمهم قالو : "" سبحانك لا علم لنا الإ ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "" . ولما كان آدم قد اغترف من خير ربه واخذ من نور علمه أمره الله ان ينبئهم بما عجزوا عن معرفته ويخبرهم بما لم يعلموا به لبيبن فضله وحكمة ربه فى استخلافه فأخبرهم آدم بما عجزورا عنه فناداهم ربهم : "" ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنت تكتمون "" . فالله يعلم كل شىء جرى فى الماضى او يجرى فى المستقبل حينئذ علموا فضله وادركوا سر خلقه وحكمة استخلافه ولما سكن آدم الجنة كان يمشى وحيدا وليس له فيها زوجه يسكن اليها فنام نومه فأستيقظ وعند رأسه امراءة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها : من انت ؟ قالت : امراءة . قال : ولماذا خلقت ؟ قالت : لتسكن الى فقالت الملائكة وهم ينظرون اليه : ما اسمها يا آدم ؟ قال : حواء . قالوا ولماذا حواء ؟ قال : لانها خلقت من شىء حى اما ابليس فأذاق الله له بأسه وسلبه نعمته وأقبل على آدم فأسكنه هو وزوجته جنته وأوحى اليه ان أذكر نعمتى عليك فإنى خلقتك ببديع فطرتى وجعلتك بشرا على مشيئتى ونفخت فيك من روحى واسجدت لك ملائكتى واعطيتك من علمى وهذا ابليس قد اخرجته من رحمتى وطاعتى ولعنته وها هى دار الخلد اى الجنة جعلتها لك منزلا ومقاما فأن اطعت كافأتك بالاحسان وخلدتك فى الجنة وان تركت عهدى اخرجتك من دارى وعذبتك بنارى ولا تنس ان ابليس عدوا لك ولزوجتك فأحذر ان يخرجكم من الجنة فتشقى واباح الله لهما ان يأكلا من الجنة حيث شاءا ونهاهما أن يقربا شجرة من بين أشجارها الكثيرة وليزيل كل شك عندهما اوضح لهما وتوعدهما بالدخول فى زمرة الظالمين ان اقتربا منها او تناولا شيئا من ثمارها ووعدهما ان يمد لهما فى النعيم ان اجتنبا الشجرة التى نهاهما عنها فلا يسمهما فى الجنة جوع ولا عرى ولا عطش فقال : "" اسكن انت وزوجك الجنة فكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين "" . ( ان لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( تضحى هى ان لا يؤذيك حر الشمس ) سكن آدم الجنة واصبح يتمتع بكل ما تشتهى الانفس وكان يتنقل بين اشجارها ويستظل بها ويقطف من أزهاره ويتفكه من ثمارها ويشرب من عذب مياهها وكانت تشاركه هذه المتعة زوجتة حواء وعاشا مدة فى منتهى السعادة اغضب ذلك ابليس وعز عليه ان ينعم آدام وزوجته وهو مطرود من رحمة الله مبعد عن جنته فقرر ان يسلبه نعمته وهو الذى تسبب فى غضب الله عليه وابعاده عن هذه النعم وقرر ان يثأر لنفسه ويحاول ان يضل ذلك الذى أمر ان يسجد له ويعترف بفضله فذهب الى الجنة وتحدث الى آدم فى سر وخفاء وأوهمه بأنه صادق الود مخلص فى النصح ثم اخذ يجذبه ويقربه منه فلم يترك طريقة الا وفعلها معه واظهر له ولزوجته عطفه عليهم واشفاقه من زوال نعمتهما فقال : "" ما نها كما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين او تكونوا من الخالدين "" اى لاصبحتم كذلك. ولما وجدهما يبتعدوا عنه وان آذانهما لا تسمعه اقسم لهم انه من الناصحين وألح عليهم وتمادى فى اغوائه وحاول اغرائهم بطيب ريح هذه الشجرة وبديع طعهما وجمال لونها فأغترا بقوله وتأثروا بجمال الفاظه اوك اغترا ولم يقل اغتر واحد منهم هما ال2 اغتروا اى تأثروا بكلامه فلما خرجا عن أمر ربهم سلبهما نعمته وحرمهما من جنته وناداهما ربهما : " ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين "" . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق آدم رجلا طويلا طوله 60 ذراعا وكتير شعر الرأس كإنه نخلة فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه فأول ما ظهر منه عورته فلما نظر إلى عورته اخذ يجرى فى الجنة فوجد شجرة فأستتر خلفها فناداه الرحمن ياآدم: منى تهرب ؟ قال له آدم : لا يا رب ولكن استيحاء بعدما فعل آدم خطئيته قال يا رب اسالك بحق محمد الاغفرت لى فقال الله : فكيف عرفت محمدا ولم اخلقه بعد ؟ قال يا رب لانك لما خلقتنى بيدك ونفخت فى من روحك رفعت رأسى فرأيت على قوائم العرش مكتوب لا اله الا الله محمد رسول الله فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك فقال الله : صدقت يا آدم انه لاحب الخلق الى واذا سالتنى بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك رجعوا الى الله وندموا على ما فعلوا وقالا : "" ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "" . قال : "" اهبطوا بعضكم الى بعض عدو ولكم فى الارض مستقر ومتاع الى حين "" . تاب الله عليهما وغفر لها ما فعلاه فأفرج ذلك همهما ورجع الامل يعود اليهما بأنهم سيبقوا فى الجنة ويتمتعوا بنعيمها وقد علم الله ما يفكروا فيه فأمرهما بالهبوط منها وأنبأهما ان العدواة بينهما وبين ابليس ستظل قائمة ليحذرا فتنته ولا يسمعا اليه ثانية فقال : "" اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ، فإما ياتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى "" . فجعل له املا فى الحياة يسعى اليه واخبره انه قد انتهى وقت النعيم الخالص والراحة التامة وانه بعد خروجه من الجنة وحرمانه من نعيمها قد دخل فى طور له طريقان : هدى وضلال ، ايمان وكفر ، فلاح وخسران ،......... فمن اتبع هدى الله الذى شرعه وسلك الطريق المستقيم الذى أمر الله به فلا خوف عليه من وسوسه الشيطان واغوائه ومن اعرض عن ذكر الله وابتعد عن الطريق المستقيم فسيكون فى عيشه ضنكا وسيكون من الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهو يعتقدون انهم يفعلون الصواب فشأءت حكمه الله أن ينزل آدم وحواء الى الارض ليبلوا الناس ويمنحهم ايهم احسن عملا .
| |
|