Ambassador عضو مبدع
الابراج : عدد المساهمات : 231 تاريخ التسجيل : 25/01/2010 العمر : 34
| موضوع: قصة سيدنا آيوب عليه السلام ... الإثنين فبراير 08, 2010 10:31 am | |
| قصة سيدنا آيوب عليه السلام
تشقق الحديث بين ملائكة الله عن الخلق وعبادتهم ومعصيتهم أو طاعتهم قائل قائل منهم : ما على الارض اليوم خير من أيوب انه مؤمن قانت ، ساجد عابد بسط الله فى رزقه واطال فى عمره وفى ماله حق معلوم للسائل والمحروم وايامه عباده لربه وشكر لنعمائه وعبادته حجة على الاغنياء والمترفين إليه من خلقه فكلهم ظاه قوله وصدق دعواه سمع ابليس حديثهم ولم يكن محجوبا عنهم او بعيدا عن ساحتهم فساءه ان يكون رجل فى الارض يعبد الله كما يعبده أيوب وهمه فى الارض إغواء للصالح وإفساد للمؤمن و وسوسه للطائع فأراد ان يغويه أو يضله فوجده شخص يمرح فى مطارف النعمة ويجول فى حقول الثراء ولكنه لم يغيره الغنى ول يغوه المال فهو دائما يذكر ربه ويبر أهله ويعطف على عبيده وخدمه ، يطعم الجائع ويكسو العارى ، فهو يرد الظالم ويعلم الجاهل وينشر العلم والمعرفة بين الناس فحاول ان يقترب من قلبه أو يوسوس اليه وراء اذنه وان يزين له الدنيا ويزهده فى العبادة وما فيها ولكنه وجد اذناصماء عن الفحشاء وجده من عباد الله المخلصين الذين ليس له عليهم سلطان فحزن لما راه هكذا ثم رجع الى الله ووقف منه الموقف الذى كان يقفه منه من قبل ان يطرده من رحمته وقال : يا رب عبدك أيوب الذى يعبدك ويقدسك ويهتف قلبه بذكرك ولسانه بتسبيحك ما يعبدك تطوعا عن نفسه ولا نافلة من عنده انما يعبدك ثمنا لما منحته من مال وبنين وما انعمت عليه من ثروة وعقار وطمعا فى ان تبقى له ماله وتحفظ له دنياه : ألوف من الاغنام والابل والابقاروعدد من الفدادين والعبيد وبنون وبنات وارض غريضة وحقول خصيبة أليست هذه النعم جديرة بأن تعينه على شكرك وان تحمله على عبادتك خوفا من الزوال او ان يصيبها الفناء ؟ فعبادته مليئة بالرغبة والرهبة والخوف والطمع انزع منههذه النعمة وجرده من الثراء فإنك تراه وقد خرس لسانه عن ذكرك واعرض قلبه عن طاعتك قال الله تعالى : ان أيوب عبد مؤمن خالص الايمان لايعبدنى الا لما يراه حق العبادة ولا يذكرنى الا لما يعرفه من حق الذكر ذكر وعباده مجردان عن حب الدنيا خاليا من المطامع والاغراض ولكن ليكون أيوب مثلا عاليا فى الصبر واليقين وقد أبحتك ماله وعقاره اجمع لهما جنودك واعوانك وحزبك وافعلوا بهما ما تريدون ثم انظروا ما تنتهون اسرع ابليس وراح يجمع الشياطين من شيعته واوليائهواوحى اليهم ان الله رخص له مال أيوب يذهب به ويفنيه وانه يطمع فى اوليائه ان يصنع كل منهم فى الاهلاك نصيبه لكى يتجر أيوب من المال وفعلا فعلت افاعيلها حتى اصبح بعدها أيوب لا يملك شيئا اما ابليس فتمثل لأيوب فى صورة شيخ كبير حكيم وقال له : ان النار قد أتت عل ثروتك من قواعدها وقد هلك كا شىء وذهب المال والنشب ووقف الناس امام ذل واجمين من قائل يقول :ان أيوب ما كان الا فى غرور من عبادته وضلال من زكاته وصلاته واخر يقول : لو ان الله استطاع دفعشر وجلب خير لكان أيوب اولى بذلك واجدر واخر يقول : ان الله لم يفعل ما اراد الا ليشمت به عدوه او يفجع فيه صديقه وظن ابليس بما فعله انه سيفسد ايمانه ولكن أيوب كان اقوى ايمانا وقال : وديعة الله استردها كانت عندنا فاخذها الله نعمنا بها دهرا فالحمد الله على ما انعم وسلبنا اياها اليوم فالحمد الله معطيا وسالبا راضيا وساخطا نافعا وضارا هو مالك الملك يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من ييشاء ويذل من يشاء ثم خر لله ساجدا وترك ابليس خزيان ينظر !! ولكن ابليس رجع الى الله يحاول ان يفكر فكرة جديدة وقال : يا رب ان ايوب وان كان لم يقابل النعمة الا بالحمد والمصيبة الا بالصبر فليس ذلك بمن يعتز بهم من اولاد وانه يطمع ان يشتد بهم ظهره فيرد اليه ما ذهب من ماله وما فقد من ثروته وعقاره وان سلطنى على اولاده افعل بهم ما يكره فأنا موقن ان ايوب سيصير اشد كفرا وجحودا واكثر ممن اتمناه له فلا اشد من فتنة الولد والفجيعة فيهم فاجاب الله : لقد سلطتك على ولده ولكنك سوف لا تنقص ذرة من ايمانه او تذهب بقطرة من صبره وعزمه انصرف ابليس ودعا حزبه من جديد وذهبوا الى حيث يقيم ولد ايوب فى قصر مشيد فزلزل قصرهم حتى تصدع بنيانه ووقعت حيطانه واصيبوا جميعهم وفنوا عن اخرهم ولما فعل ابليس ذلك ذهب الى ايوب فى صورة رجل ينعاهم وقال له : لورأيت اولادك اليوم منهم المجروح ومنهم المقتول لعلمت ان الله لم يكافئك بعبادته ولم يرعاك حق رعايتك فبكى ايوب ثم قال : الله اعطى و الله اخذ فله الحمد معطيا وسالبا ساخطا وراضيا نافعا وضارا ثم خر لله ساجدا وترك ابليش يكاد يميز من الغيظ ثم رجع ابليس الى الله يقول : يا رب لقد ذهب مال ايوب وفنى الولد ولكنه لا يزال فى عافيه فى بدنه وصحه فى جسمه وانه ليعبدك املا فى ان يعود المال ويرد الولد ولكن سلطنى على جسمه ورخص لى فى ان انال من صحته وانا زعيم انه لو مسه المرض سوف يهمل عبادتك ويخلع ثوب طاعتك ويشغل باسقامه عن ذكرك فأراد الله ان يجعل من ايوب عبدا مؤمنا صابرا شاكرا تكون قصته عبرة للمصابين والمكروبين والمرضى والمحرومين ليكون ايوب على الدهر المعلم الاول للصبر والمثل العالى فى الايمان وليرفع فى الدنيا ذكره ويعلى فى الاخرة مقامه فقال لابليس : لقد سلطتك علىجسده ولكن حذار ان تقترب من روحه ولسانه وعقله فان فيها سر ايمانه ومظهر دينه وعرفانه فذهب ابليس فى كيد ونفخ فى ايوب فاصبح ايوب مريضا ولكنه ما ازداد الا ايمانا وصبرا وحزما وكلما ازداد عليه المرض واصابه الالم ازداد شكره وتقوى ايمانه ويقينه ومرت الاعوام وايوب لا يزال على شكاته حتى هزل جسمه وذهب لحمه واصبح ضامر الوجة شاحب اللون لا يفارق فراشه من الالم فابتعد عنه كل من حوله الا زوجته العطوف التى وقفت الى جانبه وما شكت الا هموما تساورها من الامه ومخاوف تحذرها على حياته ولكنه ظلت ايام حامدة راضية مؤمنة ومحتسبة اما ابليس فقد اغضبه امر ايوب وما راه من ايمانه ويقينه فجمع اعوانه مرة اخرى وشكا اليهم ما راه من ايوب من ايمانه وصبره بعد ان سلط على ماله وولده فلم يجده سوى شاكرا حامدا لربه وبعد ان سلط عل جسده فما فتر لسانه عن ذكر الله وماتزعزع قلبه عن الايمان بالله فقالوا له : اين مكرك وحيلتك وتلطفكفى الوسوسة وحسن تأتيك فى الاغواء بطل كل ذلك فى أيوب ؟؟ !! فقال احدهم : لقد اخرجت آدم ابا البشرمن الجنة فمن اتيته ؟ قال : اتيته من قبل امرأته فقال : فشأنك فى ايوب من امرأته فقال : اصبتم الرأى وانطلق الى امرأته وهى فى بعض شأنها مع ايوب وتمثل لهارجلا وقال لها : اين زوجك ؟ قالت : هذا هو ضعيفا مريضا يتضور من الحمىلا هو ميت فينعى ولا هو حى فيرجى فلما سمع قولها طمع فى اغوائهافأهذ يذكرهابما كان لزوجها فى شبابه من صحة وعافية ونعمة فأعادت لها الذمرى الاحزان ثم اخذ يدركها الضجر وينساب الى قلبها اليأس وذهبت الى أيوب وقالت له : حتى متى يعذبك ربك ! اين عزك القديم قال : لقد سول لك الشيطان امرا ! أتراك تبكين على عز فات وولد مات فقالت : هل دعوت الله ان يكشف حزنك ويزيح بلواك ! قال : كم مكثت فى الرخاء ؟ قالت : ثمانين قال : كم لبثت فى البلاء ؟ قالت : سبع سنين قال : استحى ان اطلب من الله رفع بلائى وما قضيت فيه من مدة رخائى ! ولكن يخيل لى انه بدأ يضعف ايمانك ويضيق قلبك بقضاء الله ولن برئت وأتتنى القوة لاضربنك مائة سوط وحرام بعد اليوم ان اكل من يديك طعاما أو شرابا او اكلفك امرا او عناء فاغربى عنى حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا ولما رأى ايوب انه اصبح وحيدا وقد اشتد آلامه فزع الى الله لا متسخطا ولا مترما بل داعيا متحننا قال : يا رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين والى هذه الساعة كان ايوب قد بلغ غاية الايمان وصمد لوسوسه الشيطان وصبر صبرا عجيبا واحتمل هما تنوء به الجبال وبلغ ما اراد الله له من ان يكون مثلا عاليا للصبر وروسولا من رسل الايمان فاستجاب الله دعاءه وااصاخ لشكواه واوحى الية ان اركض برجلك ينفجر لك نبع الماء فاشرب منه واغتسل به تعود اليك صحتك وترد اليك قوتك فما شرب واغتسل حتى اندملت قروحه وبرئت جروحه وصح جسمه وصلح بدنه وذهب عنه المرض واعاد اكمل ما يرى صحة وعافية وكانت زوجته قد رق قلبها له ولم تطاوعها نفسها الكريمة ان تتركه وشأنه وقد لزمته من اول مرضه وكانت من قبل مشاركه له فى نعمائه فرجعت اليه تعاوده اصلاح شانه والقيام بأمره فرأت عجبا رأت شابا مكتمل الشباب ، مكنز اللحم وافر القوة فأنكرته بادى الامر ولكنها ما عرفته حتى عانقته وحمدت الله علىما رد اليه من صحة وعافية وهو اوفى ما يكون ايمانا ويقينا ثم اوحى الله اليه ان خذ حزمه من القش واضرب بها زوجك ضربا خفيفا رقيقا رخصة لك فى يمينك ورحمة بها المؤمنة المخلصة التى احتملتك فى مرضك وشاركتك فى آلامك وجازاه الله على صبره فرد له ماله ورزقه ولدا اضعاف ولده إذ كان مثال العبد المؤمن الأواب اى المقبل بنفسه عل الله تعاالى
| |
|